Prof. Jassem AJAKA
Physicist and Economist

عجاقة من "لبنان الرسالة": الأرقام الإقتصادية مخيفة… أغلب السياسيين يمارسون "طقوس"

ضمن إطار حملة “حان وقت استعادة الوطن” التي أطلقتها حركة لبنان الرسالة، استضافت الحركة الخبير الإقتصادي والإستراتيجي البروفسور جاسم عجاقة للحديث عن الإنتخابات النيابية كمدخل للتغيير في ظلّ الأرقام المخيفة للأوضاع الإقتصادية والإجتماعية. تحدّث عجافة عن أداء السلطة السياسية التي جعلت الدين العام يبلغ عتبة الـ 77 مليار دولار أميركي والذي بات يمثّل 154% من الناتج المحلي الإجمالي ما يجعل من لبنان في المرتبة الثالثة من ناحية الاستدانة. وأشار إلى أن العجز  بلغ 41 مليار دولار وذلك منذ العام 2004 وحتى نهاية العام 2016. هذا الأمر ناتج بالدرجة الأولى عن قيمة الإنفاق العام الذي يفوق بشكل متواصل الإيرادات وبالتالي تحوّل إلى عجز بالموازنة كان يترجم في الدين العام الذي ارتفع بقيمة 39.4 مليار دولار، وهذا ناتج عن الفساد المخيف الذي لا يتصوره أي عاقل  في عملية نهب ممنهج  للسلطة في لبنان. ولفت إلى أن لبنان احتلّ  المرتبة 136 عالمياً من أصل 176 دولة في مؤشر الفساد الذي يكلّف الدولة اللبنانية 10 مليار دولار أميركي سنوياً، أي 20% من الناتج المحلّي حسب المعايير الدولية التي يجب أن تكون أقل من 2%. أضاف عجاقة: “نسبة التهرّب الضريبي في لبنان تبلغ 7% من الناتج المحلي الاجمالي، بينما في الدول المتطورة النزيهة لا تتخطى نسب التهرب الـ 4%، ولم يفتح حتى الآن أي تحقيق في هذا الملف بالرغم من أن فضيحة “أوراق بنما” التي كشفت أسماء العديد من السياسيين ورجال الأعمال في لبنان”. وتطرّق عجاقة إلى مبلغ الـ 16 مليار دولار الذي حوّلته وزارة المالية إلى مؤسسة كهرباء لبنان لتغطية عجزها منذ العام 2007 حتى 2016، متسائلاً عن الخدمة التي تقدّمها المؤسسة للمواطنين في مجال الطاقة والكهرباء، معتبراً أن قطاع الكهرباء هو أهم مصادر تمويل الأحزاب السياسية في لبنان، مفضلاً وجود قانون واضح ينظّم تمويل الأحزاب اللبنانية مباشرة من خزينة الدولة حسب النسب التي تحققها في الانتخابات النيابية على أن يستمرّ الهدر في مؤسسات الدولة. في ملف غياب العدالة الإجتماعية، قال عجاقة إن لبنان يحتل المرتبة الثالثة بعد روسيا وأوكرانيا، حيث بلغت معدلات الفقر عندنا 31.52%، ماليزيا 3.8%، الولايات المتحدة الأميركية 15%، مصر 22%. ويشير مقياس اللامساواة في توزيع الثروات “جيني” إلى أن لبنان هو الرابع عالمياً 85.7 من 100، حيث تعادل المئة اللامساواة  المطلقة، و “صفر” يعادل المساواة الكاملة. أما البطالة، بلغت حسب عجاقة 30%، بينما المعايير الدولية تتوقف عند 10% الأمر الذي يؤدي إلى اسقاط حكومات في بلدان أخرى. وحسب الاحصاء المركزي للدولة اللبنانية، بلغت نسب البطالة عند الشباب 58% تتوزع بين 79% عند غير المتعلّمين، 49% للذين لم يكملوا المرحلة الابتدائية، 53% للمرحلة الثانوية و47% لحملة الشهادات الجامعية. وتوقّف عجاقة عند دراسة تشير إلى أن 0.3% من الشعب اللبناني يملكون 50% من إجمالي الثروة الوطنية، في حين أن 67.3% من اللبنانيين لا يمتلكون مبالغ أكثر من 10 آلاف دولار أميركي، ما يؤكد أن الفساد يخضع لعملية ممنهجة من قبل مجموعة صغيرة تتحكم بمقدرات لبنان. وسأل عجاقة: عن أي هيكيلية اقتصادية يتكلم أهل السلطة في لبنان؟ ماذا فعلوا لتأمين حقوق المواطن اللبناني في العيش والعمل والحياة الكريمة؟ ألا يكفي نزف هجرة الأدمغة من لبنان التي نتغنى بها، في حين أن أبناء المسؤولين غير عاطلين عن العمل؟ من يتحمل مسؤولية الذين غرقوا في “عبّارات الموت” في طرابلس وبين إندونيسيا واستراليا في العام 2013 والتي راح ضحيتها 16 لبنانياً بحثاً عن لقمة عيشهم وكرامتهم؟ في الخلاصة، أمام هذا الواقع الأليم المثبت بالأرقام والدراسات، دعا عجاقة اللبنانيين إلى تحكيم عقلهم وضميرهم في الانتخابات النيابية وإلى التسلّح بالوعي والإدراك وعدم الوقوع في أفخاخ السياسيين الذين يتقنون ويمارسون “طقوس” التقرّب من الناس، حيث يعمد السياسي إلى إظهار شخصيته باستخدام الكاريزما للقاعدة الشعبية ولا يتردد في استخدام وسائل الإعلام لإظهار حياته الشخصية. وكردة فعل، يُصبح المواطن متعلقاً بالشخص أكثر منه تعلقاَ بالحزب وبأفكاره، وهذا الواقع يخضع لنظام “التبعية” بين المواطن والنائب، حيث أن الأخير يسعى إلى زيادة شعبيته لتقوية نفوذه، والمواطن يحتاج لـ”التبعية” تجاه النائب لتحسين أوضاعه ويُحصّل حقوقه البديهية والطبيعية كالطبابة والتعليم وشقّ الطرقات… إلخ. بعد انتهاء العرض، فُتح المجال للنقاش والحوار حيث ردّ كل من البروفسور عجاقة ونائب رئيس حركة لبنان الرسالة العميد خليل الحلو على مداخلات وأسئلة الحاضرين التي تمحورت حول كيفية الخروج من النفق المظلم، وقد تحدث الحلو عن حملة “استعادة الوطن” التي اطلقتها لبنان الرسالة وتستمر حتى ما بعد الانتخابات النيابية الموعودة، بهدف  نشر الوعي السياسي بين المواطنين والعمل مع كافة الجهّات والشخصيات التي تؤمن بلبنان سيّد حرّ مستقل ونظيف من الفساد والفاسدين، وأن الخلاص يبدأ من الذات أولاً عبر تغيير الذهنيات وردّ السياسة إلى مفهومها الصحيح في كونها “فنّ شريف في خدمة الخير العام”. رابط لبنان الرسالة