jassemajaka@gmail.com
بعد الصين… حرب أميركية – أوروبيّة… 2020 عام الأزمات؟
عجاقة: ترامب ينطلق من العجز الكبير في الميزان التجاري الأميركي
وكالة أخبار اليوم | أنطون الفتى
هل نبدأ اعتباراً من 18 الجاري مرحلة إقتصادية عالميّة جديدة وصعبة فعلياً؟ فالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين تُرخي بظلالها على الإقتصاد العالمي، فيما أكدت فرنسا أمس أن “إجراءات إنتقامية” ستُفرَض على واشنطن بكلّ تأكيد، بالتّشاوُر مع “الإتحاد الأوروبي”، إذا طبّقت (واشنطن) تهديداتها بفرض رسوم عقابيّة على “الإتحاد الأوروبي”، بدءاً من 18 تشرين الأول. والرسوم تلك هي جمركية تتعلّق بسلع أوروبيّة بقيمة 7.5 مليار دولار، وتأتي بعدما أجازت “منظمة التجارة العالمية” للولايات المتحدة المضيّ بها، رداً على دعم “الإتحاد” (الأوروبي) شركة “إيرباص” لصناعة الطائرات.
فهل نحن أمام فصل متاعب إقتصادية عالمية جديدة، وأكثر حدّة هذه المرّة، بعدما توسّعت دوائر الحروب التجارية من الضفّة الغربية والشرقية للمحيط الهادىء، لتشمل الضفّة الغربية والشرقية للأطلسي؟ وما هي تداعيات كلّ تلك الخطوات على الإقتصاد العالمي عموماً، الذي يُعاني من متاعب أصلاً، على وقع النّزاع التجاري بين أكبر اقتصادَيْن في العالم (الأميركي والصيني)، وهبوط الإنتاج الصناعي فيهما، وتوقّعات بحدوث ركود عالمي خلال الأشهر الـ 12 القادمة، وقلق كبير من خسائر في أسواق المال؟… وما هو تأثير الحروب التجاريّة بين أكبر الكُتَل الإقتصادية الدوليّة، على الإقتصاد العالمي؟ وهل نتوقّع أزمة حقيقيّة وكبيرة في عام 2020؟
الميزان التجاري
أشار الخبير الإقتصادي البروفسور جاسم عجاقة الى أن “الموضوع كبير جدّاً، وواشنطن تخوض حروبها التجاريّة الواضحة تحت عنوان أنها لن تتعامل مع دول، يُعاني الميزان التجاري الأميركي من عجز مقابل الموازين التجارية التي لديها (تلك الدول)، كما كان الحال في السابق. وهذا يفسّر كلّ ما يحصل بين الولايات المتّحدة والصين، وبينها وبين أوروبا حالياً، من باب أنها تضع الرّسوم فيما هم يضعون الرسوم المُضارِبَة، وهكذا دواليك”.
ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أنه “من الطبيعي أن يتراجع الإقتصاد في تلك الدّول، في شكل فوري ومباشر. فالنظرية “الميركانتيلية” تقول إن مبدأ زيادة التجارة بين الدول يرفع الناتج المحلّي الإجمالي”.
وشرح:”عندما ترتفع نسبة التجارة بين الدول، يزيد الناتج المحلّي الإجمالي تلقائياً، وفُرَص العمل داخل الدول أيضاً. فزيادة التجارة تستوجب زيادة الصادرات، وهو ما يستوجب بدوره زيادة الإنتاج. وهذا الأخير يعني تأمين وظائف جديدة، وهو ما ينتج عنه كميّة إضافيّة من الأموال في البلد عند نهاية كلّ شهر. وهذا الأمر ينتج عنه أيضاً حصول زيادة في الإستهلاك. والمشهد هذا، ينعكس على الزيادة في الناتج المحلّي الإجمالي”.
رؤية ترامب
وأوضح عجاقة:”ترامب يرى الأمور بطريقة مختلفة، انطلاقاً من العجز الكبير وغير الطبيعي، وذات الأرقام الخيالية، في الميزان التجاري الأميركي مقابل الموازين التجارية للدول التي تتعامل معها واشنطن. وهو يحاول بطريقة أو بأخرى أن يغيّر هيكلية هذا العجز، أي أن يجعل الميزان التجاري لديه أقلّ عجزاً بالمقارنة مع الموازين التجاريّة التي لدى الشركاء الذين تتعامل الولايات المتحدة معهم. كما أنه يهدّد بإجراءات آحادية إذا لم يقبلوا برؤيته، وإذا لم يوافقوا على الإتّفاق معه حول تلك النّقطة”.
وأضاف:”عندما يأخذ إجراءات آحادية، يردّون عليه، وهذا يعني أن التجارة تنخفض في ما بينهم. وبالتالي، إذا اعتمدنا مبدأ “الميركانتيلية”، نجد أن ذلك يؤدي الى انخفاض الناتج المحلّي الإجمالي في تلك الدول، وهو ما يعني الذهاب الى انكماش. والسؤال هو متى سيحصل هذا الإنكماش أو التراجُع؟”.
وختم:”المشكلة موجودة بالفعل، ونلاحظها في عام 2019، انطلاقاً من أن الحروب التجارية بين واشنطن وبكين كانت بدأت فعلياً منذ العام الماضي. وإذا حصلت مشكلة أميركية – أوروبيّة كبيرة، في هذا الإطار قريباً، فهذا يعني أنه من المتوقع أن تزيد المشاكل الإقتصادية أكثر في المرحلة القادمة. ولكن الأرقام تحتاج الى وقت إضافي، لكي تتظهّر أكثر”.